الشاشة الكبيرة أكثر إثارة لمشاهدة الأفلام : إزدياد مستمر لدور السينما في قطر

المشهد الترفيهي في قطر
بحكم منصبي رئيس العمليات للشؤون الترفيهيه في “مجموعة إعلان”، التي تمتلك دور عرض نوفو سينماز، دائما ما يوجه الجمهور لي أسئلة حول مستقبل السينما.
في الواقع تشهد وسائل الترفيه تطورا ونمواً مستمرين، ما مكنها من التوسع أكثر فأكثر نحو توفير الأفلام السينمائية بفضل تطور مختلف المنصات الرقمية وخدمات البث الحي عبر الانترنت، وجعلها منافساً مباشراً لقطاع صناعة السينما. وخلافا للعديد من الدول، على غرار الولايات المتحدة، حيث يفضل المشاهد الاستمتاع بالأفلام في المنزل، فانه من المنتظر أن يبلغ حجم سوق السينما في منطقة الشرق الأوسط وإفريقا 1.45 مليار دولار مع حلول عام 2019، بحسب دراسة صدرت عن شركة PWC. وعلى الرغم من تغير الوضع، تقدم دور السينما في قطر، تجربة متجددة للمشاهدين، مع أكبر قدر من الراحة وأحدث التكنولوجيا في مجال عرض الأفلام.
نهج يركز على المستهلك

وبالنظر للظروف المناخية التي تتميز بها المنطقة، والتي تقلص من خيارات الأنشطة في الهواء الطلق، تعتبر دور السينما أحد وجهات الترفيه المفظلة في المنطقة. وقد برزت نوفو سينماز باعتبارها مصدر ابتكار رائد في مجال السينما، بتقديمها أوقات ممتعة لزوارها بفضل الأولوية المطلقة التي نوليها لخدمة العملاء. نحن نركز اهتمامنا على خلق تجربة ترفيهية خاصة بكل مجتمع في مختلف الأسواق التي نعمل فيها، وتشمل جميع شرائح المجتمع وبمختلف قدراتهم المادية. إن النهج الذي نتبعه في انشاء دور السينما يقوم على إبتكار منصات لتجارب سينمائية قادرة على تغيير الاقبال على دور السينما في مفهومه التقليدي و تحويله نحو خوض تجربة فريدة من نوعها.
نحن نقدم لعملائنا مجال واسع لحرية الاختيار بين تشكيلة ثرية من التجارب السينمائية: العروض ثنائية الأبعاد، وثلاثية الأبعاد، وعروض أي ماكس المزودة بتكنولوجيا الليزر، وتقنية ATMOS، فضلا عن قاعات فاخرة من فئة 7 نجوم، كما أطلقنا مؤخرا ” نوفو مجلس”. لنتجاوز تجربة قاعات السينما التقليدية حيث يكتفي الزوار بمشاهدة الأفلام وأكل الفشار، نقدم في نوفو أنشطة ترفيهية داخل السينما، حيث نوفر لعبة البولينج، وقوائم مأكولات فاخرة تقدم أثناء عرض الفلم من قبل نادل شخصي، فضلا عن العديد من البرامج والخدمات الفاخرة.
حصلت نوفو سينماز على لقب “أكثر دور السينما ابتكاراً في منطقة الشرق الأوسط” في معرض الأفلام والقصص المصورة «كوميكون»، لعام 2017 وكان السبب الرئيسي في حصولها على هذا اللقب التجارب الشخصية المختلفة التي تقدمها نوفو لجماهيرها المتواجدة في مواقع جغرافية مختلفة. ويجري فريق خبراء نوفو دراسة مفصلة لتحليل السوق في المواقع التي نعمل فيها أو نخطط للعمل فيها من أجل تكوين فهم عميق لسلوكيات العملاء وتعزيز بناء الخدمات التي نقدمها وتخصيصها بشكل أفضل. يتم تخصيص كل موقع من مواقعنا بحيث يلبي متطلبات العملاء فيه، مثل تقديم خدمة صف السيارات في موقعنا في اللؤلؤة قطر. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نقدم عروضنا السينمائية وفق الخصائص الديموغرافية للمواقع المختلفة، بحيث يتم تزويد العملاء بخيارات تتماشى إلى حد كبير مع سلوكياتهم وتفضيلاتهم.
نموذج العمل الخاص بنا

ولا تقتصر أنشطة نوفو على تقديم الخدمات للأفراد فقط بل تتمتع المجموعة بمركز هام كشريك أعمال في مجال التطوير العقاري. ويتمثل نموذج أعمالنا في تقديم الخدمات انطلاقا من أصول تعود الى شركائنا. وهذا النموذج يضمن بأننا نتفاهم ونعمل ونتواصل مع شركائنا بالتوازي مع ضمان أعلى معايير الجودة لقاعدة عملائنا. وقد أثبتت نوفو، في كل مرة، بأنها مورد هام للعوائد المالية بالنسبة لشركائنا، في ظل المستوى المرتفع من الاقبال على صالات السينما التابعة لنا في مختلف المواقع.
تجذب نوفو سينما الأفراد من ذوي الدخل المرتفع والمتوسط، وهي شريحة العملاء التي يستهدفها شركاؤنا التجاريون، لا سيما مالكو المراكز التجارية. كما أن حركة الزوار التي تنتجها دور عرض نوفو تدر إيرادات إضافية، حيث يقوم رواد السينما بالتسوق وتناول الطعام وزيارة متاجر التجزئة الأخرى في المركز التجاري. وتدرك شركات التطوير العقاري أهمية دمج العلامات التجارية الترفيهية، مثل نوفو سينما، في محافظها الاستثمارية. وستشهد عُمان قريبا، إطلاق اثنتين من دور عرض نوفو سينماز الضخمة في مشروعين رئيسيين، وهما مسقط مول وصحار تشاينا داون تاون مول.
المستقبل
إن الاهتمام المتزايد بالمجال الترفيهي بالمنطقة، أدى إلى ظهور منصات ترفيهية متكاملة، إلى جانب دور السينما، لتلبية الطلب. ويمكن لهذه المنصات أن تستقطب عملاء على حساب دور السينما. وبالتالي فإنه على قطاع السينما أن يتطور بشكل مستمر، وأن يكون أكثر قدرة على الابتكار والابداع للحفاظ على قاعدة عملائه وتوسعتها. وهنا يكمن التحدي. فالسؤال هو: إذا كانت منصات ترفيهية مثل نتفليكس وأمازون برايم توفر محتوى متميزاً للمستهلكين يمكنهم الوصول إليه بسهولة وهم في منازلهم وبأسعار منخفضة، فكيف سيكون مستقبل السينما؟
برأيي، لا يمكننا مقارنة تجربة “المشاهد المنفرد” التي تقدمها قنوات البث، بتجربة الجلوس أمام الشاشة الكبيرة ومشاهدة فيلم وأنت محاط بعشرات من رواد السينما الآخرين. فبعد أن حافظت على وجودها لمدة 100 عام، تعد السينما تجربة مفضلة للكثيرين، ونحن نحافظ على أهمية دور السينما في ثقافة الترفيه من خلال ابتكار تجارب فاخرة ومريحة تجعل رواد السينما يشعرون وكأنهم في إجازة سفر أو عطلة . ومن خلال التعاون مع الشركاء الذين يدركون إمكانات وقدرات قطاع السينما، أعتقد أن هناك فرصة تجارية هائلة في مجال الترفيه هنا، وسنستمر في تبني أحدث تقنيات العرض والبحث عن حلول ترفيهية مبتكرة. ونحن في نوفو سينماز، ملتزمون بتقديم أحدث التجارب لعملائنا، كما أن تركيزنا منصب على تطوير تجربة السينما وهذا هو الحافز الذي يدفعنا إلى الأمام.